













مصر

قد نستفحل في التنظير والتحليل في إشكاليات سياسية وفكرية يومية وعامة، وثمة قضايا خطيرة عالقة على جدار الهامش المعاش ننأى عن التنبه لأبعادها، وأثرها في تشكيل الواقع حاضراً ومستقبلاً، وأعني الجيل الذي أفرزه هذا الواقع المنحط البائس والمتشظي.

هي دعوة للضالين، لمن انساقوا خلف سراب سلطة الحوثي الزائفة، أو لمن أجبرتهم قسوة الواقع على الرضوخ، أو أرهبتهم سطوة الجبروت وسلطة الأمر الواقع: عودوا إلى حضن الوطن، فاليمن تنادي أبناءها الضالين، وإنها لحظة فاصلة، قبل أن يغلق باب التوبة، وتشتد قبضة العدالة.

لحظة الإبادة واستباحة دم الانسان في حالة من تواطؤ القريب قبل الغريب، لحظتها فحسب يلهج الرجل من صميم روحه: "ليتني كنت معهم".

خفت حدة المظاهرات المنددة بالجريمة الإسرائيلية في غزة إذن، لم تعد المظاهرات بذلك الزخم، لأسباب عدة، من أهمها «تطبيع الجريمة»، هذا التطبيع الناشئ عن تكرار المشاهد الإجرامية، بشكل مستمر، الأمر الذي سوغ التعايش معها، إذ لم يعد الإحساس بها بالقدر ذاته من التوهج.

مؤشرات عديدة في الأفق تتجلى للعيان، بأن هذه اللحظة التاريخية حبلى بجنين تحولات كبرى، تنتظر ليس فقط المنطقة بل العالم بأسره، مما يجعل عالم اليوم أمام لحظة تاريخية فارقة، وهي تلك اللحظة التي تشبه عشية نهاية الحرب العالمية الثانية 1945

حين يُترجم الأستاذ المبادئ التي يعلّمها لطلابه، ويتحول من حامل للكتاب إلى حامل للسلاح، يصبح في لحظة واحدة قائداً وجندياً وضابطاً، يستجيب لنداء الوطن حين يدعو، بلا تردد ولا حساب.